- اشارة
- اشارة
- الاهداء
- و من خطبة لهعليه السلام يصف فيها المتقين:
- رُوِيَ أَنَّ صَاحِباً لِأَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَعليه السلام
- يُقَالُ لَهُ هَمَّامٌ
- كَانَ رَجُلاً عَابِداً
- فَقَالَ لَهُ: يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ صِفْ لِيَ الْمُتَّقِينَ حَتَّى كَأَنِّي أَنْظُرُ إِلَيْهِمْ
- فَتَثَاقَلَعليه السلام عَنْ جَوَابِهِ ثُمَّ قَالَ: يَا هَمَّامُ اتَّقِ اللَّهَ
- وَأَحْسِنْ
- فَإِنَّ اللَّهَ مَعَ الَّذِينَ اتَّقَوْا وَ الَّذِينَ هُمْ مُحْسِنُونَ
- فَلَمْ يَقْنَعْ هَمَّامٌ بِهَذَا الْقَوْلِ
- حَتَّى عَزَمَ عَلَيْهِ
- فَحَمِدَ اللَّهَ وَ أَثْنَى عَلَيْهِ وَ صَلَّى عَلَى النَّبِيِصلى الله عليه وآله
- ثُمَّ قَالَعليه السلام: أَمَّا بَعْدُ فَإِنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى خَلَقَ الْخَلْقَ حِينَ خَلَقَهُمْ غَنِيّاً عَنْ طَاعَتِهِمْ
- آمِناً مِنْ مَعْصِيَتِهِمْ
- لِأَنَّهُ لا تَضُرُّهُ مَعْصِيَةُ مَنْ عَصَاهُ
- وَ لا تَنْفَعُهُ طَاعَةُ مَنْ أَطَاعَهُ
- فَقَسَمَ بَيْنَهُمْ مَعَايِشَهُمْ
- وَ وَضَعَهُمْ مِنَ الدُّنْيَا مَوَاضِعَهُمْ
- فَالْمُتَّقُونَ فِيهَا هُمْ أَهْلُ الْفَضَائِلِ
- مَنْطِقُهُمُ الصَّوَابُ
- وَمَلْبَسُهُمُ الِاقْتِصَادُ
- وَمَشْيُهُمُ التَّوَاضُعُ
- غَضُّوا أَبْصَارَهُمْ عَمَّا حَرَّمَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
- وَ وَقَفُوا أَسْمَاعَهُمْ عَلَى الْعِلْمِ النَّافِعِ لَهُمْ
- نُزِّلَتْ أَنْفُسُهُمْ مِنْهُمْ فِي الْبَلاءِ كَالَّتِي
- نُزِّلَتْ فِي الرَّخَاءِ
- وَ لَوْ لا الْأَجَلُ الَّذِي كَتَبَ اللَّهُ عَلَيْهِمْ
- لَمْ تَسْتَقِرَّأَرْوَاحُهُمْفِي أَجْسَادِهِمْ طَرْفَةَ عَيْنٍ شَوْقاً إِلَى الثَّوَابِ وَخَوْفاً مِنَ الْعِقَابِ
- عَظُمَ الْخَالِقُ فِي أَنْفُسِهِمْ فَصَغُرَ مَا دُونَهُ فِي أَعْيُنِهِمْ
- فَهُمْ وَ الْجَنَّةُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُنَعَّمُونَ وَ هُمْ وَ النَّارُ كَمَنْ قَدْ رَآهَا فَهُمْ فِيهَا مُعَذَّبُونَ
- قُلُوبُهُمْ مَحْزُونَةٌ
- وَ شُرُورُهُمْ مَأْمُونَةٌ
- وَ أَجْسَادُهُمْ نَحِيفَةٌ
- وَ حَاجَاتُهُمْ خَفِيفَةٌ
- وَ أَنْفُسُهُمْ عَفِيفَةٌ
- صَبَرُوا أَيَّاماً قَصِيرَةً
- أَعْقَبَتْهُمْ رَاحَةً
- طَوِيلَةً
- تِجَارَةٌ مُرْبِحَةٌ يَسَّرَهَا لَهُمْ رَبُّهُمْ
- أَرَادَتْهُمُ الدُّنْيَا فَلَمْ يُرِيدُوهَا وَ أَسَرَتْهُمْ فَفَدَوْا أَنْفُسَهُمْ مِنْهَا
- أَمَّا اللَّيْلَ فَصَافُّونَ أَقْدَامَهُمْ
- تَالِينَ لِأَجْزَاءِ الْقُرْآنِ
- يُرَتِّلُونَهَا تَرْتِيلاً
- يُحَزِّنُونَ بِهِ أَنْفُسَهُمْ
- وَ يَسْتَثِيرُونَ بِهِ دَوَاءَ دَائِهِمْ
- فَإِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَشْوِيقٌ رَكَنُوا إِلَيْهَا طَمَعاً وَ تَطَلَّعَتْ نُفُوسُهُمْ إِلَيْهَا شَوْقاً وَ ظَنُّوا أَنَّهَا نُصْبَ أَعْيُنِهِمْ
- وَ إِذَا مَرُّوا بِآيَةٍ فِيهَا تَخْوِيفٌ أَصْغَوْا إِلَيْهَا مَسَامِعَ قُلُوبِهِمْ
- وَ ظَنُّوا أَنَّ زَفِيرَ جَهَنَّمَ وَ شَهِيقَهَا فِي أُصُولِ آذَانِهِمْ
- فَهُمْ حَانُونَ عَلَى أَوْسَاطِهِمْ
- مُفْتَرِشُونَ لِجِبَاهِهِمْ وَ أَكُفِّهِمْ وَ رُكَبِهِمْ وَ أَطْرَافِ أَقْدَامِهِمْ
- يَطْلُبُونَ إِلَى اللَّهِ تَعَالَى فِي فَكَاكِ رِقَابِهِمْ
- وَ أَمَّا النَّهَارَ فَحُلَمَاءُ
- عُلَمَاءُ
- أَبْرَارٌ أَتْقِيَاءُ
- قَدْ بَرَاهُمُ الْخَوْفُ بَرْيَ الْقِدَاحِ
- يَنْظُرُ إِلَيْهِمُ النَّاظِرُ فَيَحْسَبُهُمْ مَرْضَى وَ مَا بِالْقَوْمِ مِنْ مَرَضٍ
- وَ يَقُولُ لَقَدْ خُولِطُوا وَ لَقَدْ خَالَطَهُمْ أَمْرٌ عَظِيمٌ
- لا يَرْضَوْنَ مِنْ أَعْمَالِهِمُ الْقَلِيلَ وَ لا يَسْتَكْثِرُونَ الْكَثِيرَ
- فَهُمْ لِأَنْفُسِهِمْ مُتَّهِمُونَ
- وَ مِنْ أَعْمَالِهِمْ مُشْفِقُونَ
- اللَّهُمَّ لا تُؤَاخِذْنِي بِمَا يَقُولُونَ وَ اجْعَلْنِي أَفْضَلَ مِمَّا يَظُنُّونَ وَ اغْفِرْ لِي مَا لا يَعْلَمُونَ
- فَمِنْ عَلامَةِ أَحَدِهِمْ أَنَّكَ تَرَى لَهُ قُوَّةً فِي دِينٍ
- وَ حَزْماً فِي لِينٍ
- وَ إِيمَاناً فِي يَقِينٍ
- وَ حِرْصاً فِي عِلْمٍ
- وَ عِلْماً فِي حِلْمٍ
- وَ قَصْداً فِي غِنىً
- وَ خُشُوعاً فِي عِبَادَةٍ
- وَ تَجَمُّلاً فِي فَاقَةٍ
- وَ صَبْراً فِي شِدَّةٍ
- وَ طَلَباً فِي حَلالٍ
- وَ نَشَاطاً فِي هُدىً
- وَ تَحَرُّجاً عَنْ طَمَعٍ
- يَعْمَلُ الْأَعْمَالَ الصَّالِحَةَ وَ هُوَ عَلَى وَجَلٍ
- يُمْسِي وَ هَمُّهُ الشُّكْرُ
- وَ يُصْبِحُ وَ هَمُّهُ الذِّكْرُ
- يَبِيتُ حَذِراً
- وَ يُصْبِحُ فَرِحاً
- حَذِراً لِمَا حُذِّرَ مِنَ الْغَفْلَةِ
- وَ فَرِحاً بِمَا أَصَابَ مِنَ الْفَضْلِ وَ الرَّحْمَةِ
- إِنِ اسْتَصْعَبَتْ عَلَيْهِ نَفْسُهُ فِيمَا تَكْرَهُ لَمْ يُعْطِهَا سُؤْلَهَا فِيمَا تُحِبُ
- قُرَّةُ عَيْنِهِ فِيمَا لا يَزُولُ
- وَ زَهَادَتُهُ فِيمَا لا يَبْقَى
- يَمْزُجُ الْحِلْمَ بِالْعِلْمِ
- وَ الْقَوْلَ بِالْعَمَلِ
- تَرَاهُ قَرِيباً أَمَلُهُ
- قَلِيلاً زَلَلُهُ
- خَاشِعاً قَلْبُهُ
- قَانِعَةً نَفْسُهُ
- مَنْزُوراً أَكْلُهُ
- سَهْلاً أَمْرُهُ
- حَرِيزاً دِينُهُ
- مَيِّتَةً شَهْوَتُهُ
- مَكْظُوماً غَيْظُهُ
- الْخَيْرُ مِنْهُ مَأْمُولٌ
- وَ الشَّرُّ مِنْهُ مَأْمُونٌ
- إِنْ كَانَ فِي الْغَافِلِينَ كُتِبَ فِي الذَّاكِرِينَ
- وَ إِنْ كَانَ فِي الذَّاكِرِينَ لَمْ يُكْتَبْ مِنَ الْغَافِلِينَ
- يَعْفُو عَمَّنْ ظَلَمَهُ وَ يُعْطِي مَنْ حَرَمَهُ
- وَ يَصِلُ مَنْ قَطَعَهُ
- بَعِيداً فُحْشُهُ
- لَيِّناً قَوْلُهُ
- غَائِباً مُنْكَرُهُ حَاضِراً مَعْرُوفُهُ
- مُقْبِلاً خَيْرُهُ مُدْبِراً شَرُّهُ
- فِي الزَّلازِلِ وَقُورٌ
- وَ فِي الْمَكَارِهِ صَبُورٌ
- وَ فِي الرَّخَاءِ شَكُورٌ
- لا يَحِيفُ عَلَى مَنْ يُبْغِضُ
- وَ لا يَأْثَمُ فِيمَنْ يُحِبُ
- یعْتَرِفُ بِالْحَقِّ قَبْلَ أَنْ يُشْهَدَ عَلَيْهِ
- لا يُضِيعُ مَا اسْتُحْفِظَ
- وَ لا يَنْسَى مَا ذُكِّرَ
- وَ لا يُنَابِزُ بِالْأَلْقَابِ
- وَ لا يُضَارُّ بِالْجَارِ
- وَ لا يَشْمَتُ بِالْمَصَائِبِ
- وَ لا يَدْخُلُ فِي الْبَاطِلِ
- وَ لا يَخْرُجُ مِنَ الْحَقِ
- إِنْ صَمَتَ لَمْ يَغُمَّهُ صَمْتُهُ
- وَ إِنْ ضَحِكَ لَمْ يَعْلُ صَوْتُهُ
- وَ إِنْ بُغِيَ عَلَيْهِ صَبَرَ حَتَّى يَكُونَ اللَّهُ هُوَ الَّذِي يَنْتَقِمُ لَهُ
- نَفْسُهُ مِنْهُ فِي عَنَاءٍ وَ النَّاسُ مِنْهُ فِي رَاحَةٍ
- أَتْعَبَ نَفْسَهُ لِآخِرَتِهِ وَ أَرَاحَ النَّاسَ مِنْ نَفْسِهِ
- بُعْدُهُ عَمَّنْ تَبَاعَدَ عَنْهُ زُهْدٌ وَ نَزَاهَةٌ
- وَ دُنُوُّهُ مِمَّنْ دَنَا مِنْهُ لِينٌ وَ رَحْمَةٌ
- لَيْسَ تَبَاعُدُهُ بِكِبْرٍ وَ عَظَمَةٍ
- وَ لا دُنُوُّهُ بِمَكْرٍ وَ خَدِيعَةٍ
- قَالَ: فَصَعِقَ هَمَّامٌ صَعْقَةً كَانَتْ نَفْسُهُ فِيهَا
- فَقَالَ أَمِيرُالْمُؤْمِنِينَعليه السلام: أَمَا وَ اللَّهِ لَقَدْ كُنْتُ أَخَافُهَا عَلَيْهِ ثُمَّ قَالَ: أَ هَكَذَا تَصْنَعُ الْمَوَاعِظُ الْبَالِغَةُ بِأَهْلِهَا
- فَقَالَ لَهُ قَائِلٌ: فَمَا بَالُكَ يَا أَمِيرَالْمُؤْمِنِينَ فَقَالَعليه السلام: وَيْحَكَ إِنَّ لِكُلِّ أَجَلٍ وَقْتاً لا يَعْدُوهُ وَ سَبَباً لا يَتَجَاوَزُهُ فَمَهْلاً لا تَعُدْ لِمِثْلِهَا فَإِنَّمَا نَفَثَ الشَّيْطَانُ عَلَى لِسَانِكَ
- مصادر الكتاب
- المحتويات
کلام الامام امیرالمومنین فی اوصاف المتقین : شرح خطبة الهمام
اشارة
سرشناسه:موسوی آل طیب، سیدمحمدکاظم، 1331-
عنوان قراردادی:نهج البلاغه .خطبه همام .شرح
عنوان و نام پديدآور:کلام الامام امیرالمومنین فی اوصاف المتقین: شرح خطبة الهمام/ السیدمحمدکاظم الموسوی آل طیب.
مشخصات نشر:قم: دارالتفسیر، 1442 ق.= 1400.
مشخصات ظاهری:226 ص.
شابک:978-964-535-717-5
وضعیت فهرست نویسی:فاپا
يادداشت:عربی.
یادداشت:کتابنامه: ص. [208] - 219؛ همچنین به صورت زیرنویس.
عنوان دیگر:شرح خطبةالهمام.
موضوع:علی بن ابی طالب (ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق . نهج البلاغه. خطبه همام -- نقد و تفسیر
موضوع:Ali ibn Abi-talib, Imam I. Nahjol - Balaghah. Khutbah Homam -- Criticism and interpretation
موضوع:تقوا
موضوع:Piety
شناسه افزوده:علی بن ابی طالب (ع)، امام اول، 23 قبل از هجرت - 40ق . نهج البلاغه. خطبه همام. شرح
شناسه افزوده:Ali ibn Abi-talib, Imam I. Nahjol - Balaghah. Khutbah Homam. Commentarie
رده بندی کنگره:BP38/023
رده بندی دیویی:297/9515
شماره کتابشناسی ملی:7564000
اطلاعات رکورد کتابشناسی:فاپا
ص: 1